مولى بني عمرو بن عوف الأنصاريين ويقال: مولى قريش، ويقال: مولى مزينة المدني القبائي كان فقيهاً، قارئاً للقرآن، مجيداً للغناء، وفد على الوليد بن يزيد.
لما استخلف الوليد كتب إلى عامله بالمدينة أن أشخص إليّ عطرّد المغني.
قال عطرد: فدفع إليه العامل الكتاب، فقلت: سمعاً وطاعة. فدخلت عليه في قصره وهو قاعد على شفير بركة ليست بالكبيرة، يدور فيها الرجل سباحةً، فو الله ما كلمني كلمة حتى قال: عطرد؟ قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: غنني: حي الحمول. قال عطرد: فغنيت: من الكامل
حيّ الحمول بجانب العزل ... إذ لا يلائم شكلها شكلي
والله أنجح ما طلبت به ... والبرّ خير حقيبة الرّحل
إني بحبلك واصلٌ حبلي ... وبريش نبلك رائشٌ نبلي
وشمائلي ما قد علمت وما ... نبحت كلابك طارقاً مثلي
قال: فما تكلم بكلمة حتى شق بردة صنعانية عليه لا يدرى ما ثمنها بنصفين، فخرج منها كما ولدته أمه، ثم رمى بنفسه في البركة، فنهل منها، حتى تعرفت فيها النقصان، فأخرج منها ميتاً سكراً، فضربت بيدي إلى البردة، فأخذتها، فما قال لي الخادم: خذها ولا دعها. وانصرفت إلى منزلي، وأنا أفكر فيه وفيما رأيت منه.