وقيل: إنه قتل في ولاية الحجاج، ولما ولاه عبيد الله بن زياد ثغر السند وخرج شعية عبيد الله، فتعلق لواؤه بشيء فاندق، فقال عبيد الله: إنه لله، لا يرجع والله المنذر إليكم أبداً، فمات بقصدار من أرض الهند، ولم تكن المنصورة أحدثت إذ ذاك، إنما أحدثها الحكم بن عوانة الكلبي فقال لأصحابه الشاميين: ما اسمها؟ قالوا: تدمر. فقال: دمر الله عليكم، بل اسمها المنصورة، فسميت بذلك.
[المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد]
ابن أسد ابن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو عثمان القرشي الأسدي وأمه أسماء ذات النظاقين بنت أبي بكر وفد على معاوية، وغزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية، ووفد على يزيد بن معاوية قبل الحرة.
وعن عبد الله بن زمعة: أنه كان ممن غزا القسطنطينة في ثلاثين رجلاً من قومه. قال: فأرسل إلينا حكيم بن حزام، فأتيناه وفينا المنذر بن الزبير وعبد الله بن وهب، وهو كثير المال فقال له: إني جعلت مالاً في سبيل الله، وإني أردت ان أبدأ بكم لقرابتكم وحركتكم. فقال له المنذر - وهو كثير المال -: ما أنت بالرجل يرد عيه عطاؤه. فقال: بارك الله فيك، والله ما عملت إنك لأحسن بني أبيك وجهاً، أعطني يدك. فأعكاه يده، فاخذها فقبلها ووضعها على وجهه وقال: إنه كما قلت فدعا بثلاثين صرة، في كل صرة ثلاث مئة، فدفع إلى كل رجل صرة.
كان المنذر الزبير غاضب عبد الله بن الزبير فخرج إلى الكوفة، ثم قدم على معاوية قبل ووفاته، فاجازه بألف ألف درهم، وأقطعه موضع داره بالبصرة بالكلاء التي