لأحنف بن القيس! فقال المنذر: أراني إنما تزينت لهذا الشيخ.
وإنما سني الجارود لأن بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شلية - والشلية: هي البقية - فبادر بها إلي أخواله من بني هند من بني شيبان، فأقام فيهم وإبله جربه، فأعدت إبلهم فهلكت، فقال الناس: جردهم بشر. فسمي الجارود. وقال الشاعر: من الطويل
جردناهم بالبيض من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن وائل
وأم الجارود رملة بنت رويم أخت يزيد بن رويم أبو حوشب بن يزيد الشيباني.
وكان الجارود شريفاً في الجاهلية، وكان نصرانياً فقدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم في الوفد فدعاه إلى الإسلام، فقال الجارود: إني كنت على دين وإني تارك ديني لدينك، أفتضمن لي ديني؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هة خير منه. ثم أسلم الجارود وحسن إسلامه، وكان غير مغموص عليه، وكان الجارود قد أدرك الردة، فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الإسلام. وله من الولد المنذر وحبيب وعتاب، وأمهم أمامة بنت النعمان من الحصفات من جذيمة.
وكان ولده أشرافاً.
وكان المنذر بن الجارود سيداً جواداً ولاه علي بن أبي طالب عليه السلام إصطخر. فلم يأته أحد إلا وصله، ثم ولاه عبيد الله بن زياد ثغرة الهند، فمات سنة إحدى وستين، أول سنة إحدى وستين، وهو ابن ستين سنة.