أعدها لفتح الأبواب للتلصص، فأمر شمس الملوك بقطع يديه، ومات من ذلك.
قتل الفندلاوي رحمه الله يوم السبت السادس من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بالنيرب تحت الربوة. وكان قد خرج مجاهداً للفرنج خذلهم الله وفي هذا اليوم نزلوا على دمشق حماها الله، ورحلوا بكرة يوم الأربعاء الذي يليه بعده أربعة أيام من نزولهم، وكان نزولهم بأرض قينية، وكان رحيلهم لقلة العلوفة، والحذر من العساكر المتواصلة لنجدة أهل دمشق من الموصل وحلب ودفن تحت الربوة على الطريق، ثم نقل إلى مقبرة الباب الصغير، فدفن بها، وكان خروجه إليهم راجلاً.
قال أحمد بن محمد القيرواني: رأيت الشيخ الإمام حجة الدين في المنام جالساً في مكانه الذي كان يدرس فيه بالجامع، فأقبلت إليه وقبلت يده، فقبل رأسي، وقلت له: يا مولاي الشيخ، والله ما نسيتك، وما أنا فيك إلا كما قال الأول: من الكامل
فإذا نطقت فأنت أوّل منطقي ... وإذا سكتّ فأنت في إضماري
فقال لي: بارك الله فيك. ثم قلت له: يا مولاي الشيخ الإمام، أين أنت؟ فقال: في جنات عدن، " على سُرُرٍ متقابلينَ ".
[يوسف بن رباح بن علي بن موسى]
ابن رباح بن عيسى بن رباح أبو محمد البصري المعدل من شيوخ الخطيب.
قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً، ويقال: إنه كان معتزلياً، وأقام ببغداد، ثم خرج إلى الأهواز، فولي القضاء، ومات بها. وبلغتنا وفاته في شعبان من سنة أربعين وأربعمائة.