صعدت إلى موضع الدم في جبل قاسيون، فسألت الله عز وجل الحج فحججت، وسألته الجهاد فجاهدت، وسألته الرباط فرابطت، وسألته الصلاة في بيت المقدس فصليت، وسألته أن يغنيني عن البيع والشراء فرزقت ذلك كله. ولقد رأيت في المنام كأني في ذلك الموضع قائما أصلي فإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وهابيل بن آدم فقلت له: اسألك بحق الواحد الصمد وبحق أبيك آدم وبحق هذا النبي: هذا دمك؟ قال: إي والواحد الصمد، إن هذا دمي جعله الله آيةً للناس، وإني دعوة الله رب أبي وأمي حواء ومحمد النبي المصطفى، اجعل دمي مستغاثاً لكل نبيٍّ وصديقٍ ومؤمنٍ دعا فيه فتجيبه، وسألك فتعطيه فاستجاب الله لي وجعله طاهراً آمناً وجعل هذا الجبل آمناً ومغنياً. ثم وكل الله عز وجل به ملكاً وجعل معه من الملائكة بعدد النجوم يحفظون من أتاه لا يريد إلا الصلاة فيه، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام: قد فعل الله ذلك كرماً وإحساناً وإني آتيه كل خميس وصاحباي وهابيل فنصلي فيه.
وفي رواية أخرى: زيادة في أجره، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي أن أكون مستجاب الدعوة، وعلمني دعاءً لكل ملمةٍ وحاجة فقال لي: افتح فاك ففتحه، فتفل فيه ثم قال: رزقت فالزم، رزقت فالزم.
[أحمد بن كعب بن خريم]
أبو جعفر المري كان يسكن بالراهب: محلةٍ خارج باب الجابية قبلي المصلى ومسجد فلوس من شرقيه. روى عن أبيه أبي حارثة كعب بن خريم وغيره.