يدها تحت عنق القرد، واعتنقا، ثم ناما؛ فجاء قرد فغمزها من تحت رأسها، فنظرت إليه، فأسلّت يدها من تحت رأس القرد، ثم انطلقت معه غير بعيد، فنكحا، وأنا أنظر، ثم رجعت إلى مضجعها، فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت، فانتبه القرد، فقام إليها فشمّ دبرها، فاجتمعت القردة، فجعل يشير إليه وإليها، فتفرقت القردة، فلم ألبث أن جيء بذلك القرد بعينه أعرفه، فانطلقوا بها وبالقرد إلى موضع كثير الرّمل، فحفروا لها حفيرةً، فجعلوهما فيهما، ثم رجموهما حتى قتلوهما. والله لقد رأيت الرّجم قبل أن يبعث الله محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال ابن مندة: هذا حديث غريب.
قال عنه العجليّ: كوفيّ، تابعيّ، ثقة، جاهليّ.
عن عمرو بن ميمون: أنه كان لا يتمنى الموت، حتى أرسل إليه يزيد بن أبي مسلم ولقي منه شدّةً، ولم يكد أن يدعه، ثم تركه بعد ذلك، قال: وكان يقول: اليوم أتمنّى الموت، اللهم ألحقني بالأبرار، ولا تلحقني مع الأشرار، واسقيني من خير الأنهار. مات سنة أربع وسبعين، وقيل: خمس وسبعين، وقيل: ست أو سبع، وقيل: أربع وثمانين، وهو وهم، والصواب أربع وسبعين.
[عمرو بن ميمون بن مهران]
أبو عبد الله بن أبي أيوب، الجزريّ، الفقيه وفد على عمر بن عبد العزيز يستعفي لأبيه عن العمل، فلم يعفه، وولاّه عمر البريد.
روى عن سليمان بن يسار، عن عائشة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أصاب ثوبه منيّ غسله، ثم يخرج إلى الصّلاة، وأنا أنظر إلى بقعه من أثر الغسل في ثوبه.