وحدث أبو العباس عن ابن الجلاء قال: مات أبي فجعلناه على المغتسل، فكشفنا عن وجهه فإذا هو يضحك، وهو ميت. قال: والتبس على الناس أمره، فقالوا: هو حي. فجاءوا بالطيب، وغطينا وجهه، وقلنا خذ مجسه. فأخذ مجسه، فقال: هذا ميت. فكشفنا عن وجهه فرآه الطبيب ضاحكاً، فقال: لا والله ما أدري ميت أو حي!! فكلما جاء إنسان يغسله يهابه، ولا يقدر على غسله. فقام إلينا الفضل بن الحسين وكان من كبار العارفين فغسله وصلى عليه ودفنه.
[أبو عبد الله الأشعري]
من أهل دمشق. حدث أبو صالح الأشعري أن أبا عبد الله الأشعري حدثه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبصر رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده فقال: لو مات هذا على ما هو عليه لمات على غير ملة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتموا الركوع والسجود، فإن مثل الذي يصلي، ولا يتم ركوعه ولا سجوده، مثل الجائع لا يأكل إلا التمرة والتمرتين، لا تغنيان عنه شيئاً. قال أبو صالح: فلقيت أبا عبد الله بعد ذلك فقلت: من حدثك بهذا أنه سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: حدثني به أمراء الأجناد: خالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص أنهم سمعوه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[أبو عبد الله الدمشقي]
حدث عن أكثم بن الجون الخزاعي ثم الكعبي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أكثم بن الجون! اغز مع غير قومك يحسن خلقك، وتكرم على رفقائك. يا أكثم بن الجون! خير الرفقاء أربعة، وخير الطلائع أربعون، وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يؤتى اثنا عشر ألفاً من قلة. يا أكثم بن الجون لا ترافق إلا مئتين.