يريدان هشام بن عبد الملك، فلحقهم رجل من ولد خباب بن الأرت، فقيل للسعيدي: أين تنزل؟ قال: على آل أبي أحيحة. وقيل للمعيطي: أين تنزل؟ قال: على آل أبي معيط. وقيل للخبابي: أين تنزل؟ قال: لا أدري، لكني أنزل على ربي. فقعد على باب هشام، وجاءت هدايا من عند ابن الحبحاب؛ عامل مصر، فأدخلت على هشام، فأخذ الخبابي رزمة ودخل، فلما صار بين يدي هشام، انتسب له، فما أمسى حتى كتب ثلاث صحائف إلى عامل المدينة؛ صحيفة بجائزته، وصحيفة بقطيعته، وصحيفة بأرزاقه. وبقي السعيدي والمعيطي يغدوان ويروحان.
[مولى لمسلمة بن عبد الملك]
قال: حدثني مسلمة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد صلاة الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر، فجاءته جارية بطبق فيه تمر صيحاني وكان يعجبه التمر فرفع بكفيه منه فقال: يا مسلمة، أترى لو أن رجلاً أكل هذا، ثم شرب عليه ماء، والماء على التمر طيب، أكان مجزئه إلى الليل؟ قلت: لا أدري. قال: فرفع أكثر منه، فقال: فهذا؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان كافيه دون هذا حتى ما يبالي ألا يذوق طعاماً غيره. قال: فعلام يدخل النار؟! قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة وما وقعت مني هذه.
[شاعر]
من قريش. كانت للوليد بن يزيد جارية، يقال لها: صدوف، فغاضبها، ثم لم يطعه قلبه، فجعل يتسبب بصلحها، فدخل عليه رجل قرشي من أهل المدينة، فكلمه في حاجة وقد عرف خبره، فبرم به، فأنشده: من الكامل