حضرنا غسل المسور، وبنوه حضور، قال: فولي ابن الزبير غسله، فغسله الغسلة الأولى بالماء القارح، والثانية بالماء والسدر، والثالثة بالماء والكافور، ووضأه بعد أن فرغ من غسله، ومضمضه وأنشقه، ثم كفناه في ثلاثة أثواب أحدها حبرة. قال: فرأيت ابن الزبير حمله بين العمودين، فما فارقه حتى صلى عليه بالحجون، وإنا لنطأ به القتلى، وأهل الشام صلوا عليه معنا، ونهانا ابن الزبير يومئذ أن نحمل معه مجمرة، ثم انتهينا إلى قبره، فنزل بنوه في قبره وابن الزبير يسله من قبل رجلي القبر.
قال يحيى بن بكير: توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع وستين، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون، وأصابه حجر منجنيق وهو يصلي في الحجر، فأقام خمسة أيام وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، ولد بعد الهجرة بسنتين، وقدم به المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، وشهد عام الفتح وهو ابن ست سنين، وتوفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمان سنين.
[مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر]
أبو عبد الأعلى، ويقال: أبو ذرامة الغساني، والد أبي مسهر حدث مسهر بن عبد الأعلى، قال: حمل أبو بكر الصديق الحسن ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " من الرجز "
وابأبي وابأبي ... تفديك نفسي وأبي
والناس كلهم أبي ... فإن أبي الناس فبي
قال مسهر في ابنه:" من الوافر "
امحتمل بثكلى أم تطيق ... وكيف يطيق ذاك أب رفيق
علاه الشيب لم يدرك له ابن ... وحادي الموت معتزم يسوق