للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليك فما تثني شؤونك شاني ... ولا تملك العين الحسان عناني

ولا تجزعي من بغتة البين واصبري ... لعل التنائي معقب لتداني

فللأسد غيل حيث حلت وإنما ... يهاب التنائي قلب كل هدان

ولا تحملي هم اغترابي فلم أزل ... غريب وفاء في الورى وبيان

وفياً إذا ما خان جفن لناظر ... ولم يرع كف صحبة لبنان

أرى الغدر عاراً يكتب الدهر وصمةً ... ويقراه ما بين الملا الملوان

ولا تسأليني عن زماني فإنني ... أنزه عن شكوى الخطوب لساني

ولكن سلي عني الزمان فإنه ... يحدث عن صبري على الحدثان

رمتني الليالي بالخطوب جهالةً ... بصبري على ما نابني وعراني

فما أوهنت عزمي الرزايا ولا لها ... بحسن اصطباري في الملم يدان

وكم نكبةٍ ظن العدى أنها الردى ... سمت بي وأعلت في البرية شاني

وما أنا ممن يستكين لحادث ... ولا يملأ الهول المخوف جناني

وإن كان دهري غال وفري فلم يغل ... ثنائي ولا ذكري بكل مكان

وما كان إلا للنوال وللقرى ... وغوثاً لملهوفٍ وفدية عان

حمدت على حالي يسار وعسرةٍ ... وبرزت في يومي ندى وطعان

ولم أدخر للدهر إن راب أو نبا ... وللخطب إلا صارمي وسناني

لأن جميل الذكر يبقى لأهله ... وكل الذي فوق البسيطة فان

[أسباط بن واصل الشيباني]

والد يوسف بن أسباط الزاهد شاعر مدح يزيد بن الوليد، وكان قدرياً حكى ذلك ابنه يوسف.

قال يوسف: كان أبي صديقاً ليزيد بن الوليد الناقص، فلما صارت إليه الخلافة دخل عليه ومعه عشرة من الشعراء، فسلم عليه بالخلافة، وقال له: من المتقارب

<<  <  ج: ص:  >  >>