فبلغ ذلك عبد الله بن هاشم فكتب إلى معاوية من الحبس: الطويل
معاوي إن المرء عمراً أتت به ... ضغينة صدرٍ ودها غير سالم
يرى لك قتلي يا بن هند وإنما ... يرى ما يرى عمرو وملوك الأعاجكم
على أنهم لا يقتلون أسيرهم ... إذا كان منهم منعة للمسالم
وقد كان منا يوم صفين وقعة ... عليك جناها هاشم وابن هاشم
مضى من قضاء الله فيها الذي مضى ... وما قد مضى منها كأضغاث حالم
هي الوفعة العظمى التي تعرفونها ... وكل على ما فات ليس بنادم
فإن تعف عني تعف عن ذي قرابةٍ ... وإن تر قتلي تستحل محارمي
فقال معاوية:
أرى العفو عن عليا معد وسيلةً ... إلى الله في اليوم العبوس القماطر
فبعث إليه معاوية، فأخرجه من السجن، فحلف أن لا يخرج عليه، فأحسن جائزته وخلى سبيله.
وكان هاشم بن عتبة صاحب راية علي بن أبي طالب، فقتل، فتناول الراية ابنه عبد الله بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال، فقاتل قتالاً شديداً.
[عبد الله بن أبي هاشم بن عتبة]
ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشي العبشمي قال سعيد بن عبد العزيز: لما حضرت عبد الله بن أبي هاشم بن ربيعة الوفاة، وكان ولي عهد معاوية ترك مئتي ألف دينار، فقال: ياليته كان بعيراً محيلاً، يا ليتني غلام من غلمان المهاجرين، لي فرس وغلام ونعلان أغزو عليهما في سبيل الله، قال أبو ريحانة: الله أكبر يفرون إلينا، ولا نفر إليهم.