له غزواتٌ كثيرة كان محمد بن مروان قوياً في بدنه، شديد البأس؛ فكان عبد الملك يحسده على ذلك وعلى أشياء كان يراها منه، وكان يدابره ويساتره حتى قتل مصعب بن الزبير وانتظمت له الأمور فجعل يبدي الشيء بعد الشيء ما في نفسه، ويقابله بما يكره من القول ويبلغه عنه أكثر من ذلك؛ فلما رأى محمد ما أظهر له عبد الملك تهيأ للرحيل إلى أرمينية، وأصلح شأنه وجهازه ورحلت إبله حتى إذا استقلت للمسير دخل على عبد الملك مودعاً؛ فلما خاطبه قال عبد الملك: وما السبب في ذلك؟ وما الذي بعثك عليه؟ فأنشأ يقول: من الوافر
وإنك لا ترى طرداً لحر ... كإلصاقٍ به بعض الهوان
فلو كنا بمنزلةٍ جميعاً ... حرنت وأنت مضطرب العنان
فقال له عبد الملك: أقسمت عليك إلا ما أقمت، فوالله لا رأيت مكروهاً بعدها، فأقام.
توفي محمد بن مروان سنة إحدى ومئة.
[محمد بن مروان بن عثمان]
أبو عبد الله القرشي البيروتي حدث عن أبي مسهر، بسنده إلى أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابغوا لي الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ".
وحدث عنه، بسنده إلى عبد الله بن حوالة الأزدي، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال:" ستجندون أجناداً، فجندٌ بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق " فقال: خر لي يا رسول الله؛ قال:" عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله ".