ثم قال، فسقط، فقال أبي: انهض دريد، فالتفت إلينا يبكي ويقول: من الرجز
لا نهض في مثل زماني الأول ... ومحنّب الساق شديد الأغفل
ضخم المشاشين خميص الأصقل ... في جنجنٍ ركبٍ وصلبٍ أعدل
وهامةٍ كأنها من جندل ... وأركب العارض ركب العندل
أبلغ كالعوهج ضخم المركل ... منافس التقريب غير معجل
مناهب الإجضار مثل الأجدل ... أرسل في خيلٍ كأن لم يرسل
فجئن من تحت وجاء من علي ... يا أوّلي يا أوّلي يا أوّلي
يبكي زمانه.
قال: وأنت يا بن وثيمة؟ قال: عندي أطرف من حديثهما: أخبرني أبي قال: كنت زميل عامر بن مالك بن جعفر حين أقبل من عند النعمان بن المنذر، وقد وعده أن ينكحه ابنته، فأقبلت معه حتى نزل في أهله، وأنزلني عنده، وزوجته إذ ذاك تماضر بنت خالد بن صخر بن الشريد، له منها بنات، فذكر لها أن قد خطب إليه الملك.