قال أبو عثمان النهدي: سمعت سعد بن مالك وأبا بكرة يقولان: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ".
قال: وكان سعد بن مالك أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان أبو بكرة أول من تسور على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد ثقيف.
قال عبد الرحمن بن أبي بكرة: أتيت عبد الله بن عمرو في بيته، فقال لي: من أنت؟ قلت: عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: من أبو بكرة؟ قلت: أما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من سور الطائف؟ قال: بلى، فرحب بي.
حدثني رجل من ثقيف قال: سألنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثاً، فلم يرخص لنا، فقلنا: إن أرضنا أرض باردة، فسألنا أن يرخص لنا في الطهور، فلم يرخص لنا، وسألناه أن يرخص لنا في الدباء، فلم يرخص لنا فيه ساعة، وسألناه أن يرد إلينا أبا بكرة، فأبى، وقال:" هو طليق الله وطليق رسوله "، وكان أبو بكرة خرج إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين حاصر الطائف فأسلم.
أرادت ثقيف أن تدعي أبا بكرة، فقال: أنا مسروح مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان أبو بكرة لا يعرف أبوه، فإذا عيره أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، قال: فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ".