عليك أمره إذا فاتحته؛ فأتيته فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئاً؛ فوقع عليه الرعدة، ثم كاد أن يصعق، وأقبل بطنه يضطرب، وهالني أمره، ثم أفاق فابتدأ على أثر الصعقة فكان أول من ابتدأ به أن كذب على الله وعلى رسوله وعلى علي بن أبي طالب وعلى ابن عباس؛ قلت: كيف كذب عليهم؟ قال أول ما أملاه علي أن قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره أن جبريل أخبره أن الله تبارك وتعالى قال: من لم يؤمن بالقدر فليس مني؛ أو نحو هذا من الكلام.
قال أبو عبد الله الحافظ: ومن الكذابين جماعةٌ وضعوا الحديث حسبةً كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة ومحمد بن عكاشة.
قيل لمحمد بن عكاشة الكرماني: إن قوماً عندنا يرفعون أيديهم من الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع؛ فقال: حدثنا فلان عن فلان عن أنس قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من رفع يديه للركوع فلا صلاة له ".
قال سهل بن السري الحافظ: قد وضع أحمد بن عبد الله الجويباري، ومحمد بن عكاشة الكرماني، ومحمد بن تميم الفارياني على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من عشرة آلاف حديث.
وكان محمد بن عكاشة من أحسن الناس نغمةً في القرآن، وكان إذا قرأ وبكى يسمع خفقان قلبه؛ قيل: إنه شهد الجمعة فقرأ الإمام على المنبر آيةً فصعق فمات؛ وقيل: إنه كان حياً إلى سنة خمس وعشرين ومئتين.