وولي مكة والمدينة للمنصور، وولي الجزيرة للمهدي، وولي البصرة للرشيد. وكان الرشيد حبسه ثم أطلقه.
وحج بالناس سنة خمسين ومائة، وسنة خمس وخمسين ومائة، وسنة إحدى وسبعين ومائة وإليه ينسب شارع عبد الصمد بالجانب الشرقي من بغداد.
وكانت فيه خلال؛ منها: انه ولد سنة أربع ومائة، وتوفي سنة خمس وثمانين، وولد أخوه محمد سنة ستين. فكان بينه وبين أخيه في المولد أربع وأربعون سنة. وتوفي محمد بن علي سنة ست وعشرين، وتوفي عبد الصمد سنة خمس وثمانين، فكان بينهما في الوفاة تسع وخمسون سنة. وحج يزيد بن معاوية سنة خمسين، وحج عبد الصمد بالناس سنة خمسين ومائة، وهما في النسب إلى عبد مناف سواء. وولد عبد الله بن الحارث على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وعبد الصمد في النسب إلى عبد مناف سواء. وأدرك أبا العباس وهو ابن أخيه، ثم أدرك أبا جعفر، ثم أدرك المهدي، وهو عم أبيه، ثم أدرك الهادي، وهو عم جده، ثم أدرك الرشيد.
وكانت أسنانه قبل أن يثغر قطعة واحدة من فوق، وقطعة من أسفل، ومات بأسنانه التي ولد بها. وكانت قدمه ذراعاً بالأسود.
واستخرج عمه حمزة في عام الجرفة - وكان يلي المدينة - استخرجه من قبره كهيئته، وعليه النمرة التي كفنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، والإذخر على قدميه.
ومات، وليس على الأرض عباسية إلا وهو محرم بها. وهو أعرق الناس في العمى: هو أعمى ابن أعمى ابن أعمى ابن أعمى. وكان عمي بريشةٍ، وذلك أنه طرح في بيت فيه ريش، فطارت ريشة، فسقطت في عينه، فذهبت.