كان أبو حازم أشقر أفرز أحول، وكان يقص بعد الفجر وبعد العصر في مسجد المدينة، وكان أعرج، وكان عابداً زاهداً، وقدم سليمان بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس، وبعث إلى أبي حازم فأتاه وساءله عن أمره وعن حاله، وكان لأبي حازم حمار، فكان يركبه إلى مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لشهود الصلوات، وتوفي أبو حازم في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومئة.
قال أبو حازم: رأيت سهل بن سعد الساعدي في ألف من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه في كل خفض ورفع.
قال أبو بكر ين خزيمة: أبو حازم ثقة ولم يكن في زمانه مثله.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحداً الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.
وقال عون بن عبد الله: ما رأيت أحد يفرفر الدنيا فرفرة هذه الأعرج. يعني أبا حازم.
قال أبو حازم: رأيت أبا حازم في مجلس عون بن عبد الله، وهو يقص في المسجد، ويبكي، ويمسح بدموعه وجهه، فقلت له: يا أبا حازم، لم تفعل هذا؟ قال: بلغني أن النار لا تصيب موضعاً أصابته الدموع من خشية الله.
قال مروان بن محمد: قال أبو حازم:
ويحك يا أعرج - يعني نفسه - يدعى يوم القيامة بأهل خطيئة كذا وكذا فتقوم