سئل أحمدبن عطاء عن معنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله خلق آدم على صورته، فقال: إن الله جل ثناؤه خلق الخلق مرتبة بعد مرتبة، ونقله من حال إلى حال، كما قال تعالى:" ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين " إلى قوله: " فتبارك الله أحسن الخالقين ". وخلق آدم بل نقلات من حال إلى حال، وإنما خلق صورته كما هي، ثم نفخ فيه من روحه فلأجله قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله تعالى خلق آدم على صورته.
قال أحمد بن عطاء:
كلمني جمل في طريق مكة: رأيت الجمال والمحامل عليها وقد مدت أعناقها في الليل فقلت: سبحان من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفت إلي جملٌ فقال: قل جل الله. فقلت: جل الله.
قال أحمد بن عطاء: كنت راكباً جملاً فغاصت رجلا الجمل في الرمل، فقلت: جل الله، فقال الجمل: جل الله.
كان أبو عبد الله الروذباري إذا دعا أصحابه إلى دعوة في دور السوقة ومن ليس من أهل التصوف لا يخبر الفقراء، وكان يطعمهم شيئاً، فإذا فرغوا أخبرهم ومضى بهم، فكانوا قد أكلوا في الوقت، ولا يمكنهم أن يمدوا أيديهم إلى طعام الدعوة إلا بالتعذر. وإنما كان يفعل ذلك لئلا تسوء ظنون الناس بهذه الطائفة فيأثمون بسببهم.
وقيل: كان أبو عبد الله يمشي على إثر الفقراء يوماًن وكذا كانت عادته أن يمشي على إثرهم، وكانوا يمضون إلى دعوةٍ فقال إنسان: يقال هؤلاء المستحلون، وبسط لسانه فيهم، وقال: إن واحداً منهم استقرض مني مئة درهم ولم يرده، ولست أدري أين أطلبه، فلما دخلوا دار الدعوة قال أبو عبد الله لصاحب الدار، وكان من محبي هذه الطائفة: آتني بمئة درهم إن أردت سكون قلبي، فأتاه بها في الوقت، فقال لبعض أصحابه: احمل هذه المئة إلى البقال الفلاني وقل له: هذه المئة التي استقرض منك بعض أصحابنا، وقد وقع له في