فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا ... أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
ضروباً بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هموا بالفعال تقنعا
فسألت القوم أن يمهلوه قليلاً، ثم أتت جزاراً، فأخذت منه مدية، فجدعت بها أنفها ثم أتته قبل أن يقتل مجدوعة الأنف، وقالت: ما عسى أن يكون بعد هذا؟ وقيل: إنها قالت: أهذا فعل من له في الرجال حاجة؟ فقال: الآن طاب الموت، ثم أقبل على أبويه فقال:
أبلياني اليوم صبراً منكما ... إن حزناً منكما اليوم لشر
ما أظن الموت إلا هيناً ... إن بعد الموت دار المستقر
اصبرا اليوم فإني صابر ... كل حي لقضاء وقدر
ثم قال:
إذا العرش إني عائذ بك مؤمن ... مقر بزلاتي إليك فقير
وإني وإن قالوا أمير مسلط وحجاب أبواب لهم صرير
لأعلم أن الأمر أمرك إن تدن ... فرب وإن تغفر فأنت غفور
ثم أقبل على ابن زيادة فقال: أثبت قدميك وأجد الضربة، فإني أيتمتك صغيراً، وأرملت أمك شابة، وسأل فك قيوده ففكت، فذاك حيث يقول:
فإن تقتلوني في الحديد فإنني ... قتلت أخاكم مطلقاً لم يقيد