والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت ... أن السلامة منها ترك ما فيها
كتب عمر بن عبد العزيز إلى سابق البربري أن عظني، فكتب إليه: من البسيط
باسم الذي أنزل من عنده السور ... والحمد لله أما بعد يا عمر
إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر ... فكن على حذرٍ قد ينفع الحذر
واصبر على القدر المجلوب وارض به ... وإن أتاك بما لا تشتهي القدر
فما صفا لامرىءٍ عيشٌ يسر به ... إلا سيتبع يوماً صفوه الكدر
وأنشد العباس الخلال لسابق البربري: من البسيط
أصبحتم جزراً للموت يأخذكم ... كما البهائم في الدنيا لكم جزر
وليس يزجركم ما توعظون به ... والبهم يزجرها الراعي فتنزجر
ما يشعرون بما في دينهم نقصوا ... جهلاً وإن نقصوا دنياهم شعروا
أبعد آدم ترجون الخلود وهل ... تبقى فروعٌ لأصلٍ حين ينقعر
لا ينفع الذكر قلباً قاسياً أبداً ... والحبل في الحجر القاسي له أثر
قال أحمد بن محمد بن يزيد الأنصاري: كنا عند محمد بن مصعب القرقساني فقال لنا: بيتٌ من الشعر، فقال: من أخبرني لمن هو من الشعراء فله ثلاثون حديثاً. وكان معنا رجل يعرف الشعر فقال: قولوا له: أي بيت هو؟ قلنا له: يا أبا الحسن، أي بيت هو؟ فقال محمد بن مصعب: من البسيط
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه ... كما يجلي سواد الظلمة القمر
فقال الرجل: هذا لسابق البربري. قال: صدق، فأي شيءٍ بعده؟ قال: من البسيط
والعلم فيه حياةٌ للقلوب كما ... تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
قال: صدق والله، فأي شيء بعده؟ قال: