أجزاء. وصنف كتاب التاريخ والمعرفة فأكثر فائدته، وصنف غيره من الكتب. وكان كثير الشيوخ واسع الرحلة.
روى عن حاتم القزاز بسنده إلى أبي بكر الصديق: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أمراً قال: اللهم خر لي واختر لي.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو إمام أهل الحديث بفارس.
قال يعقوب بن سفيان: كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت أدمن الكتبة ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلما كان ذات ليلة كنت جالساً أنسخ في السراج، وكان شتاءً، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج، ولا الكتب، ولا البيت، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي، لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه. فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فناداني: يا يعبو بن سفيان، لم أنت كئيب؟ فقلت: يا سول الله، ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال: أدن مني، فدنوت منه، فأمر يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت في السراج أكتب.
قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا رجلان من نبلاء الناس، أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان أبو