وقال غيره: وأقام ابن أبي سرح بسبيطلة مدينة قبودة، فبعث إليه أهل القصور والمدائن فصالحوه على مئتي ألف رطل من ذهب.
وفي سنة إحدى وثلاثين غزا ابن أبي سرح من مصر زندان من ناحية المصيصة.
وفي سنة ثلاث وثلاثين غزا ابن أبي سرح الحبشة فأصيبت عين معاوية بن حديج.
كان المقداد بن الأسود غزا مع عبد الله بن سعد إلى إفريقية، فلما رجعوا قال عبد الله بن سعد للمقداد في دار بناها: كيف ترى بنيان هذه الدار؟ فقال له المقداد: إن كان من مال الله فقد أفسدت، وإن كان من مالك فقد اسرفت. فقال عبد الله: لولا أن يقول قائل: أفسدت مرتين لهدمتها.
وعن عباس بن سهل الساعدي: أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف - وهو الذي كان سرب المصريين إلى عثمان بن عفان، أنهم لما ساروا إلى عثمان فحصروه - وثب هو بمصر على عبد الله بن سعد بن أبي سرح - وهو عامل عثمان يومئذ على مصر - فطرده منها، وصلى بالناس فخرج عبد الله بن سعد من مصر فنزل على تخوم أرض مصر مما يلي فلسطين، فانتظر ما يكون من أمر عثمان، فطلع عليه راكب فقال: يا عبد الله ما وراءك؟ خبرنا بخبر الناس خلفك. قال: أفعل، قتل المسلمون عثمان، فقال عبد الله بن سعد: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا عبد الله، ثم صنعوا ماذا؟ قال: ثم بايعوا ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب. قال عبد الله بن سعد: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال له الرجل: كأن ولاية علي عدلت عندك قتل عثمان! قال: أجل. قال: فنظر إليه الرجل فتأمله فعرفه وقال: كأنك عبد الله بن سعد بن أبي سرح أمير مصر. قال: أجل. قال له الرجل: فإن كان لك في نفسك حاجة فالنجاء النجاء، فإن أمير المؤمنين فيك وفي أصحابك شيء، إن ظفر بكم قتلكم أو نفاكم من بلاد المسلمين. وهذا بعدي أمير يقدم عليك. قال له