قال خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من طبقات أهل البصرة: ومن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، ثم من بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل: قيس بن عباد.
عن النضر بن عبد الله أن قيس بن عباد كان يركب الخيل، ويرتبطها. وكانت له فرس عربية، فكلما نتجت مهراً، فأدرك حمل عليه في سبيل الله.
وكان إمامهم، فإذا صلى الغداة لم يزل يذكر الله حتى يرى السقائين قد مروا بالماء مخافة أن يصير أجاجاً، أو يصير غوراً، وحتى يرى الشمس قد طلعت من مطلعها مخافة أن تطلع من مغربها. وإذا كان بين الرجلين من الحي كلام فرأى أن أحدهما ظالم لم يمنعه شرفه ولا نسبه أن يأتيه، فيكلمه، ويوبخه، ويأمره أن يرجع إلى الحق، ويقلع عن الظلم.
قدم قيس بن عباد المدينة في خلافة عمر، وكان ثقة قليل الحديث.
وروي أن رجلاً أخذ بلجام فرسه، فجعل يذكره، ويسبه. فلما بلغ إلى منزله قال: خل عن لجام الدابة، يغفر الله لي ولك.
عن عبد الله بن قيس بن عباد، عن أبيه أنه أوصى قال: كفنوني في بردتي عصب، وجللوا سريري بكسائي الأبيض الذي كنت أصلي فيه، فإذا أضعجتموني في حفرتي فجوبوا ما يلي جسدي من الكفن حتى تفضوا بي إلى الأرض - يعني يشق عنه من الكفن ما يلي الأرض.