للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤدوا إلى الراعي والرعية النصيحة؛ يا أمير المؤمنين، متى يطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة ومركب أحدهم بكذا وكذا؟ فإذا حملتهم على حمرٍ بأكف، فبالحري أن يؤدوا إليك النصيحة.

وقال الفضيل: لو تعلمون ما أعلم لم يهبكم طعامٌ ولا شراب.

مات ولد بعض العلماء بمكة، فأتاه جماعةٌ من العلماء يعزونه فلم يتعز، فأتاه الفضيل فقال: يا هذا، ما ترى في رجلٍ كان في سجن هو وولده. فأخرج ولده من السجن، فأولى به أن يفرح أو يحزن؟ فقال الرجل: أولى به أن يفرح، قال: فإنك كنت أنت وابنك في سجن وأخرج ابنك من السجن. فقال: تعزيت والله.

قال الفضيل: أتيت في منامي فقيل لي: يا فضيل اذكر الله، فإنه ما من أحد يوم القيامة إلا ود أنه زيد في صحيفته مثقال حبةٍ من خردلٍ من بر، ولو كان داود عليه السلام.

احتبس على الفضيل بن عياض وله فقال: سدي! أطلقه عني. فما بال، فقال في الثانية: وعزتك لو قطعتني إرباً إرباً ما ازددت لك إلا حبا. فما بال، فقال في الثالثة: بحبي لك إلا ما أطلقته عني. فما برحنا حتى بال.

قال فضيل بمكة: لا تؤذوني ما خرجت إليكم حتى ثلاثٍ وستين مرة أو نحواً من ستين مرة. وذلك قبل الظهر.

ومما أنشد فضيل بن عياض: من الرجز

ياأيها الذاهب في غيه ... محصول ما تطلبه القوت

والأمر قدامك مستعظمٌ ... قد جل أمر بدؤه الموت

<<  <  ج: ص:  >  >>