وضربه أبو شداد فقتله، وأشرعت إليه الأسنة فقتل فأخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي فجعل يقاتل ويقول: من مشطور الرجز
لا يبعد الله أبا شداد
حيث أجاب دعوة المنادي
وشد بالسيف على الأعادي
نعم الفتى قد كان في الطراد
وفي طعان الخيل والجلاد
وقاتل حتى قتل، فأخذ الراية أخوه عبد الرحمن بن قلع فقتل، فأخذها عفيف بن إياس الأحمسي، فلم تزل بيده حتى تحاجز الناس، وقتل حازم بن أبي حازم الأحمسي أخو قيس بن أبي حازم وقتل نعيم بن شهيد بن الثعلبية فأتى ابن عمه فقيم بن الحارث إلى معاوية - وكان مع معاوية - فقال: إن هذا القتيل ابن عمي، فهبه لي أدفنه، فقال: لا تدفنهم فإنه ليسوا لذلك بأهل، فوالله ما قدرنا على دفن عثمان إلا سراً. فقال: لتأذنن لي في دفنه أو لألحقنهم ولأدعنك. فقال له معاوية: ترى أشياخ العرب لا نواريهم وأنت تسألني دفن ابن عمك! دفنه إن شئت أو فدعه. فأتاه فدفنه.