للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن إسماعيل بن سيّار، قال: مات ابن لأرطاة بن سهية المّريّ، مرّة غطفان، فأقام على قبره حوله، يأتيه كلّ غداة فيقول: يا عمرو إن أقمت حتى أمسي، هل أنت رائح معي؟ ويبكي وينصرف؛ ويأتي القبر عبد المساء فيقول: يا عمرو إن أقمت حتى أصبح هل أنت غاد معي؟ ويبكي وينصرف؛ فلّما كان عند رأس الحول تمثّل بشعر لبيد، فقال: من الطويل

إلى الحول ثم اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

ثم ترك قبره ومضى، وقال: من الطويل

وقفت على قبر ابن ليلى فلم يكن ... وقوفي عليه غير مبكى ومجزع

هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح ... مع القوم أو غاد غداة غد معي

فما كنت إلاّ والهاً بعد زفرة ... على شجوها بعد الحنين المرجّع

متى لا تجده تنصرف لطياتها ... من الأرض أو ترجع لإلف فتربع

على الدّهر فاعتب إنه غير متعب ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع

قال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله: أنشدني أبي لأرطاة بن سهيّة المّريّ أبياتاً مدح فيها ثابت بن عبد الله بن الزّبير، على الدّال؛ فقلت لعمّي: ما أعدّ أحداً يتقدّمني في معرفة شعر أرطاة بن سهيّة، ولا أعرف هذه الأبيات؛ ثم وجدت بعد ذلك في كتب إبراهيم بن موسى بن حديق، وكان من الفقهاء العبّاد الفصحاء، الرّواة للآثار والأخبار والشعر؛ قال أرطاة بن سهيّة المّريّ يمدح ثابت بن عبد الله بن الزّبير، فقال: من الطويل

رأيت مخاضي أنكرت عبداتها ... محل أولي الخيمات من بطن أرثدا

إذا راعياها أورداها شريعةً ... أعاما على دمن الحياض وصرّدا

ولو جارها ابن المازنيّة ثابت ... لرّوح راعيها وندّى وأوردا

<<  <  ج: ص:  >  >>