فيروز بن شهرك من ولد آب الملك، عاش مئتين وخمسين سنة، ويقال أكثر. وقيل: إنه أدرك وصيّ عيسى عليه السلام.
ولم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق، فخرج معهم وحضر فتح المدائن، ونزلها حتى مات بها، وقبره ظاهر معروف بقرب إيوان كسرى، وعليه بناء، وهناك خادم مقيم لحفظ الموضع وعمارته والنظر في أمر مصالح.
قال ابن مأكولا: هو سلمان الخي.
قال سلمان الفارس: كنت رجلاً من أهل جيّ وكان أهل جيّ يعبدون الخيل البلق، فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء، فقيل لي: إن الدين الذي تطلب هو قبل المغرب فخرجت حتى أتيت أداني أرض الموصل، فسألت عن أعلم أهلها فدللت على رجل في قبة " أو في صومعة " فأتيته فقلت: أني رجل من أهل المشرق وقد جئت في طلب الخير، فإن رأيت أن أصحبك وأخدمك تعلمني مما علمك الله، قال: نعم، فصحبته فأجرى علي مثل الذي يجري عليه من الحبوب والخل والزيت، فصحبته ما شاء الله أن أصحبه، ثم نزل به الموت. فلما نزل به الموت جلستند رأسه أبكي قال: ما يبكيك؟ قلت: انقطعت عن بلادي في طلب الخير فرزقني الله صحبتك فأحسنت صحبتي وعلمتني ما علمك الله، وقد نزل بك الموت، فلا أدري أين أذهب؟ قال: بلى، أخ لي بمكان كذا وكذا فأته فأقرئه مني السلام وأخبره أني أوصيت بك إليه وأصحبه فإنه على حق.