قال الكتاني: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وهو شعث غبر، وعليه جبة صوفٍ قصيرة إلى أنصاف ساقيه دنسة، محلول الأزرار، كثير شعر الرأس، حاسر، حافي القدمين؛ فساءني منظره ذلك لأنني لم أره قط على تلك الحال، فاغتممت لذلك غماً شديداً، وقد كان أبو حمزة محمد بن إبراهيم حدثني مرة أن منامات أصحابنا لا يعبرها غيرهم لأنها على حسب أحوالهم ومقاماتهم، فقصدت أبا حمزة وقصصت عليه رؤياي وغمي بها؛ فقال: لا يغمك ما رأيت، تراءى لك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورة واعظٍ منذرٍ فقال: هكذا كن، وبي فاقتد، وعلى هذا فالقني؛ فسرى عني ذلك.
وكان يقال: إن الكتاني ختم في الطواف اثنتي عشرة ألف ختمة.
قال الكتاني: كنت في ابتداء أمري أطوف فيجيء أبو سعيد الخراز فيقوم على طرف المطاف فإذا علم أني قد فرغت من طوافي أخذني إلى جانب ويعطيني شيئاً، وكنت أكره ذلك وأحب أن أطوي، فقال لي يوماً: أراك تكره هذا، قلت: نعم، قال لي: اسكت لو ابتليت بطعامٍ مسلحي، أيش كنت تعمل؟ سئل محمد بن علي الكتاني عن التوبة فقال: التبعد من المذمومات كلها إلى الممدوحات كلها، ثم المكابدات، ثم المجاهدات، ثم الثبات، ثم الرشاد، ثم تدرك من الله الولاية وحسن المعونة.
كان الكتاني يقول: العاجز من عجز عن سياسة نفسه.
وقال: من يدخل هذه المفازة يحتاج إلى أربعة أشياء: حالٍ يحميه، وعلمٍِ يسوسه، وورعٍ يحجزه، وذكرٍ يؤنسه.
وكان الكتاني يقول إني لأعرف من اشتكت عينه فاعتقد فيما بينه وبين الله عز وجل