للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكرت تخوفني الحتوف كأنني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل

فأجبتها إن المنية منهل ... لا بد أن أسقى بكأس المنهل

إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضيق المنزل

فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

استودعك الله أبا إسحاق، أعطي الله عهداً إن أدخلت يدي في طاعة لهؤلاء ماعشت، فافترقنا وتغيب.

وبلغ هشام بن عبد الملك تغيبه، فقال سالم: يا أمير المؤمنين، قد كان قال لي حيث أعلمته أنه لا بد من الشخوص إلى يوسف بن عمر: ما أحب الحياة أحد إلا ذل، فقال هشام: ويحك كيف لم تخبرني؟ والله لو أخبرتني لحقنت دمه، ولوصلت رحمه.

كان زيد بن علي يقول ليحيى ابنه:

أبني إما تقعدن فلا تكن ... دنس الفعال مبيض الأثواب

واحذر مصاحبة الئيم فإنما ... شين الكريم فسوله الأصحاب

حمل يحيى بن زيد العلوي إلى بخارى مقيداً، ونعي إليه والده، فأنشده بعض الشعراء قصيدة، فقال: دع ما تقول واسمع ما أقول وأنشأ يقول:

إن يكن نالك الزمان ببلوى ... عظمت شدة عليك وجلت

وتلتها قوارع داهيات ... سئمت دونها النفوس وملت

فاصطبر وانتظر بلوغ مداها ... فالرزايا إذا توالت تولت

ولم يعقب يحيى، وتولى قتله سلم بن أحوز المازني بالجوزجان بقرية أرغومة، وكان نصر بن سيار عامل خراسان بعث سلم بن أحوز إلى يحيى، فقتله بعد حرب شديد، وزحوف ومواقف، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض، وانكبوا

<<  <  ج: ص:  >  >>