وأمه ريطة بنت أبي هاشم، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب.
قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحم بن عوف: خرج بنا إلى هشام بن عبد الملك، وكان أيوب بن سلمة المخزومي أحد من كتب فيه، فقدم بمن قدم الرصافة قبلنا، فوجدنا هشاماً قد استحلف أيوب ما لخالد القسري عنده مال ولا خبر مال، فخرج إلينا سالم فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن يخرج بكم إلى العراق إلى يوسف بن عمر. قال سعد: فقلت: ولم لا يفعل بنا ما يفعل بصاحبنا أيوب بن سلمة؟ فنحن نرى أمير المؤمنين ونحلف له، فقال سالم: لا، إن يوسف بن عمر قد تضمن لأمير المؤمنين أن يستخرج له أموال القسري، ويخاف أمير المؤمنين إن دخل عليه في ذلك فيقول: دخلت علي فيما ضمنت لك فتفسد عليه ما ضمن له. فلا بد لكم من الذهاب إليه، فقال له زيد بن علي: والله يا سالم ما أحب أحد الحياة إلا ذل، قال: وخرج بي وبزيد حتى انتهينا إلى يوسف بن عمر بالكوفة فأدخلنا عليه، فأحسن في أمرنا وجوزنا، فخرجنا حتى نزلنا القادسية، فو الله إني وزيد لقاعدان بفناء البيت الذي نحن فيه نزول إذ رابني منه الإنسان بعد الإنسان، فيقوم إليه ويخلو به، فقال لي ابنه يحيى بن زيد: يا عم، اعلم أن أبي يريد أن يفارقك هاهنا، فلو كلمته، ولا أحب أن يعلم أني أعلمتك، قال: فجئت زيداً فقلت له: قد تعلم رأي قومك فيك، ومحبتهم لك، وعلى ودهم لو زيد في عمرك أعمارهم لسيرتك بهم وحسن رأيك، ومحبتك لهم، وقد رأيت أمراً أنكرته، وهم أهل الكوفة خدعوا أباك، وقعدوا به، وخذلوه، فأنشدك الله والرحم أن لا تفجع قومك بك. قال: وهو صامت لا يتكلم، حتى إذا فرغت من كلامي قال: يا أبا إسحاق، خرج بنا أسيرين عن غير ذنب ولا جرم ولا جناية، فشق بنا الحجاز وأرض الشام وأرض الجزيرة إلى العراق إلى تيس من ثقيف، يلعب بنا، وأنشد زيد بن علي: