للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسك، وأنت في أدنى حظك فابُلغ أقصاه، وإياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا اختلف فيك أخلف منك، واذكر في يومك أحاديث غدك.

قال سلم بن زياد بن أبيه: من الطويل

فإن تكن الدنيا تزول بأهلها ... فقد نلت من ضرائها ورخائها

فلا جزعاً مني عليها ولا أسى ... إذا هي يوماً أذنت بفنائها

لما أذنت النوار لعبد الله بن الزبير في تزويجها بالفرزدق، حكم عليه لها بمهر مثلها عشرة آلاف درهم، فسأل: هل بمكة أحد يعينه على ذلك؟ فدُل على سلم بن زياد، وكان ابن الزبير حبسه فقال فيه: من الطويل

دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم ... ومري تمشي بي هُبلت إلى سلم

إلى من يرى المعروف سهلاً سبيله ... ويفعل أفعال الكرام التي تنمي

ثم دخل على سلم فأنشده قال: هي لك، ومثلها نفقتك، فأمر له بعشرين ألف درهم، فقبضها، فقالت له زوجته أم عثمان بنت عبد الله بن عمرو بن العاص: أتعطي عشرين ألفاً وأنت محبوس؟ فقال: من الطويل

ألا بكرت عرسي تلوم سفاهة ... علىما مضى مني وتأمر بالبخل

فقلت لها والجود مني سجية ... وهل يمنع المعروف سؤاله مثلي؟

ذريني فإني غير تارك شيمتي ... ولا مقصر عن السماحة والبذر

ولا طارد ضيفي إذا جاء طارقاً ... وقد طرق الأضياف شيخي من قبلي

أأبخل إن البخل ليس مخلدي ... ولا الجود يدنيني إلى الموت والقتل

أبيع بني حرب بآل خويلد ... وما ذاك عند الله في البيع بالعدل

وليس ابن مروان الخليفة طائعاً ... لفحل بني العوّام قبح من فحل

فإن تظهروا لي البخل آل خويلد ... فلا ذلك ذلي ولا شكلكم شكلي

وإن تقهروني حيث غابت عشيرتي ... فمن عجب الأيام أن تقهروا مثلي

<<  <  ج: ص:  >  >>