فعزيت نفسي غير أني بأحمدٍ ... بني مسلوب العزاء سقيم
أرى الصبر عنه جمرةً مستكنةً ... لها لهب في القلب ليس يريم
وخط خيال منه يعتاد مضجعي ... له كرب ما تنجلي وغموم
وآثاره في البيت حيث توجهت ... بي العين حزنٌ في الفؤاد مقيم
إذا رمت عنه الصبر أرجو ثوابه ... أبى الصبر قلبٌ بالحميم يهيم
لعمرك إني يوم أدفن مهجتي ... وأرجع عنه صابراً لكظيم
وإن فؤادي بعده لمفجعٌ ... وإن دموعي بعده لسجوم
خططت له في الترب بيت إقامةٍ ... إلى الحشر فيه والنشور مقيم
وكان سروراً لم يدم لي وغبطة ... وأي سرور في الحياة يدوم
وروحاً وريحاناً أتى دون شمه ... من الدهر يوم بالفراق عظيم
على حين أمضيت الشباب وقاربت ... خطاي قيود الشيب حين أقوم
وفارقت حلو العيش إلا صبابةٌ ... عليها خطوب الحادثات تحوم
فجعت بشق النفس والهم والهوى ... عذاب لعمري في الحياة أليم
ألا كل عيش بعد فرقة أحمدٍ ... وكل سرور ما بقيت ذميم
يعيب علي الأخلياء صبابتي ... وحزني وكل يا بني يلوم
فهل كان يعقوب النبي بحزنه ... سليماً وما يزري علي حكيم
كوى قلبه حزن كأن لهيبه ... توقد نيران لهن ضريم
فما غير الله النبي بحزنه ... أبى ذاك رب العالمين رحيم
فلولا رجاء الأجر فيك وأنه ... ثواب وإن عز المصاب عظيم
وأنك قربان لدى الله نافعٌ ... وحظ لنا يوم الحساب جسيم
لأضعف حزني يا بني وأوشكت ... علي البواكي بالرنين تقوم
وقال في أخيه: من الطويل
أقول لعيني إن يكن كل مسعدي ... فأيتها العين السخينة أسعدي