نجوت. قال: فأقبلوا على عبد الله بن علي فقالوا: ما صنعت أدنى ما يكون، يبعث أبو جعفر إليها فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك، اقتلها. فبعث في إثرها وأضاء الصبح، فإذا إليها فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك، اقتلها. فبعث في إثرها وأضاء الصبح، فإذا تحتها بغلةً شهباء وردة؛ فلحقها الرسول فقالت: مه؟ قال: أمرنا بقتلك، قالت: هذا أهون علي. فنزلت فشدت درعها من تحت قدميها وكميها على أطراف أصابعها وخمارها، فما رئي من جسدها شيء. والذي لحقها مولى لآل العباس.
قال ابن عائشة: فرأيت من يدخل دورنا يطلب اليواقيت للمهدي ليتم به تلك الدرع التي أخذت منها. وإنما كانت بدناً تغطي المرأة إذا قعدت.
ولما دخلت البصرة الزنج دخلوا دار جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس فجاؤوا إلى بنته آمنة وهي عجوز كبيرة قد بلغت تسعين سنة، فلما رأتهم قالت: اذهبوا بي إليه، فإنه ابن خال جدتي أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي. قالوا: بك أمرنا. فقتلوها.
قال أحمد بن إبراهيم: كانت عبدة ابنة عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية عند يزيد بن عبد الملك، ثم خلف عليها هشام، وكانت من أحب الناس إليه، وكانت حولاء جميلةٌ، فقبض عليها عبد الله بن علي بحمص ودفعها إلى الكابلي وقال له: اذهب بها فاذبحها. فلما ضرب بيده إليها أنشأت تقول متمثلةً بشعر خال الفرزدق: من الوافر