قال أبو معشر: كنا في جنازة مع أبي جعفر القارئ. فلما جلسنا عند القبر بكى أبو جعفر ثم قال: حدثني زيد بن أسلم: أن أهل النار لا يتنفسون. فذلك الذي أبكاني.
لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا إلى ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، فما شك من حضر أنه نور القرآن.
وقيل: إنه لما حضروا حوله قال ختنه: ألا أريكم منه عجباً؟ قالوا: بلى، فكشف عن صدره، فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن، فقالوا: هذا نور القرآن. فلما مات قالت أم ولده: إن ذلك البياض صار غرة بيضاء بين عينيه.
قال سليمان بن سليمان العمري: رأيت أبا جعفر القارئ على الكعبة، فقلت: إنه. أبا جعفر؟ قال: نعم، أقرئ إخواني مني السلام، وأخبرهم أن الله جعلني مع الشهداء الأحياء المرزوقين، وأقرئ أبا حازم السلام، وقل له: يقول لك أبو جعفر: الكيس الكيس، فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات.