وكان لبيد قد ترك الشعر في الإسلام، فقال لابنته: أجيبي الأمير، فقالت: من الوافر
إذا هبت رياح أبي عقيل ... ذكرنا عند هبتها الوليدا
أبا وهب جزاك الله خيراً ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
طويل الباع أبيض عبشمي ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركباً ... عليها من بني حام قعودا
فعد إن الكريم له معاد ... وظني يا بن أروى أن تعودا
فقال لبيد: أحسنت لولا أنك سألت، قالت: إن الملوك لا يستحى من مسألتهم، قال: وأنت في هذا أشعر.
قال علقمة: كنا في جيش بالروم، ومعنا حذيفة، وعلينا الوليد، فشرب الوليد الخمر؛ فأردنا أن نحده. فقال حذيفة: أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم؛ فيطمعوا فيكم؟ فبلغه، فقال: لأشربن وإن كانت محرمة، ولأشربن على رغم أنف من رغم.
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" سيلي أموركم من بعدي رجال، يطعنون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها "، فقلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركتهم؟ فقال:" سألني ابن أم عبد "، ثم رفع يديه حتى إني لأرى بياض إبطيه، فقال:" لا طاعة لمن عصى الله " ثلاث مرار حسبت.
فلما كان الوليد بن عقبة بالكوفة أخر الصلاة يوماً، فقام ابن مسعود، فأقام الصلاة، وصلى بالناس.