للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجراح ونحن خاليان فاشتهاها أبو سفيان وضحك، وقال: لم يكن سفيان يبلغ بنا هذا الحدّ، ولكنه أفضى إلى معمر ما لم يفض إلينا.

وكنت أقول لسفيان: يا أبا عبد الله، أرأيت إن فضلنا عليّاً على أبي بكر وعمر ما تقول في ذلك؟ فيسكت ساعة ثم يقول: أخشى أن يكون طعناً على أبي بكر وعمر، ولكنا نقف. قال عبد الرزاق: وأخبرنا ابن التيمي يعني: معتمراً قال: سمعت أبي يقول: فضل علي بن أبي طالب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمئة منقبة، وشاركهم في مناقبهم. عثمان أحبّ إليّ منه.

وعن سالم مولى أبي الحسين قال: كنت جالساً مع أبي الحسين زيد بن علي، ومعه ناس من قريش، ومن بني هاشم، وبني مخزوم، فتذاكروا أبا بكر وعمر، فكأنّ المخزوميين قدّموا أبا بكر وعمر، وزيد ساكت، لا يقول لهم شيئاً، ثم قاموا فتفرّقوا، فعادوا بالعشي إلى مجلسهم، فقال زيد بن علي: إني سمعت مقالتكم، وإني قلت في ذلك كلمات، فاسمعوهنّ ثم أنشد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم: الطويل

ومن فضّل الأقوام يوماً برأيهم ... فإنّ عليّاً فضّلته المناقب

وقول رسول الله والحقّ قوله ... وإن رغمت فيه الأنوف الكوذاب

بأنّك مني يا عليّ معالناً ... كهارون من موسى أخٌ لي وصاحب

دعاه ببدرٍ فاستجاب لأمره ... فبادر في ذات الإله يضارب

فما زال يعلوهم به وكأنّه ... شهابٌ تثنّى بالتّوائم ثاقب

أنشد القاسم بن يسار وأبو عبد الله بن الحميم: الطويل

إذا ما ذكرنا من عليّ فضيلةً ... رمونا لها جهلاً بشتم أبي بكر

يديروننا لا قدّس الله أمرهم ... على شتمه تبّاً لذلك من أمر

إذا ما ذكرنا فضله فكأنما ... نجرّعهم منحه أمرّ من الصّبر

وهل يشتم الصّدّيق من كان مؤمناً ... ضجيع رسول الله في الغار والقبر

<<  <  ج: ص:  >  >>