للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بشر بن الحارث: قال لي الفضيل: يا بشر، الرضا عن الله أكبر من الزهد في الدنيا، قلت: يا أبا علي! كيف ذلك؟ قال: يكون العطاء والمنع في قلبك بمنزلةٍ واحدة.

سأل رجلٌ الفضيل فقال له: يا أبا علي، علمني الرضا. قال له الفضيل: يا بن أخي ارض عن الله، فرضاك عن الله يهب لك الرضا.

توفي للرشيد ابن فكتب إليه الفضيل: أما بعد يا أمير المؤمنين فإن استطعت أن يكون شكرك له حين أخذه منك أفضل من شكرك له حين وهبه لك؛ يا أمير المؤمنين إنه جل ثناؤه لما وهبه لك أخذ هبته، ولو بقي لم تسلم من فتنته، أرأيت جزعك عليه، وتلهفك على فراقه؟ أرضيت الدنيا لنفسك فترضاها لابنك؟ أما هو فقد خلص من الطدر، وبقيت أنت في الخطر.

رأى فضيل بن عياض رجلاً يسأل في الموقف فقال له: أفي هذا الموضع تسأل غيرالله.

قال عبد الصمد بن يزيد: سمعت فضيل بن عياض يقول - وشكى إليه أهل المدينة القحط فقال: مدبراً غيرالله تريدون.

نظر الفضيل بن عياض إلى رجلٍ يشكو إلى رجلٍ حاله فقال: يا هذا! تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك!.

قال الشري: سمعت فضيلاً يقول عن ابنةٍ له توجعت كفها فعادها فقال لها: يا بنية، كيف كفك هذه؟ فقالت له: يا أبه قد بسط لي من ثوابها مالا أؤدي شكره عليه أبداً. فتعجب من حسن يقينها، قال الفضيل: فأنا عندها قاعد إذ أتاني ابن لي له ثلاث سنين، فقبلته وضممته إلى صدري، فقالت لي: يا أبه، سألتك بالله أتحبه؟ فقلت: إي والله يا بنية إني لأحبه، فقالت: يا سوأتاه! لك من الله يا أبه، إني ظننت أنك لا تحب مع الله غير الله، فقلت لها: أي بنية أفلا تحبون الأولاد؟ فقالت: المحبة للخالق والرحمة للأولاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>