للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلطم الفضيل في رأسه وقال: يا رب! هذه ابنتي هيمتني في حبها وحب أخيها. وعزتك لا أحببت معك أحداً حتى ألقاك.

سأل رجلٌ فضيل بن عياض: متى يبلغ الرجل غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤه إياك ومنعه سواء.

قال الفضيل: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله عنهما.

قال محمد بن أبي تميلة: خيبة لك إن كنت ترى أنك تعرفه وأنت تعمل لغيره.

قال فضيل بن عياض لرجل: لأعلمنك كلمة هي خيرٌ لك من الدنيا وما فيها: والله لئن علم الله منك إخراج الأدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكانٌ لغيره لم تسأله شيئاً إلا أعطاك.

قال الفضيل بن عياض:

ليتني أموت وأنا مخلط، أخاف أن أموت وأنا مراءٍ، يدعى بي يوم القيامة على رؤوس الخلائق، يا فضيل خذ أجرك ممن عملت له.

كان الفضيل يقول: والله ما أدري ما أنا، كذاب أنا؟ مراء أنا؟ ما أدري ما أنا.

قال الفضيل: ما دخل علي أحدٌ إلا خفت أن أتصنع له أو يتصنع لي.

قال الفضيل: خير العمل أخفاه، أمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء.

اجتمع فضيل بن عياض بسفيان الثوري، فتذاكرا، فرق أو بكى سفيان، فقال سفيان لفضيل: يا أبا علي، إني لأرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمةٌ وبركةٌ، فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون هذا المجلس جلسنا مجلساً قط هو أضر علينا

<<  <  ج: ص:  >  >>