للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى؟ فقل: خيرهما وأوفرهما؛ ون سئلت أي المرأتين تزوج؟ فقل الصغرى منهما، وهي التي جاءت وقالت: يا أبت استأجره.

قالوا: وقال لها أبوها: ما علمك بقوته وأمانته؟ فقالت: أما قوته فإنه رفع الحجر وحده ولا يطيق رفعه إلا عشرة، وأما أمانته فقوله: امشي خلفي وصفي لي الطريق، لا تصف الريح لي حسدك. فزاده ذلك فيه رغبة " قال: إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك، وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين "، أي من حسن الصحبة والوفاء بما قلت. قال موسى: " ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي " قال: نعم. قال: " والله على ما نقول وكيل ". فزوجه وأقام معه يكفيه ويعلم له في رغاية غنمه.

وعن أبي سعيد الخدري: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن جبريل، عن ميكائيل، عن الرفيع، عن إسرافيل، عن ذي العزة تبارك وتعالى أن موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى أتم الأجلين وأظنه عشر سنين.

قال عكرمة: لقيت الحسن بن علي فصافحته، قال: التقابل مصافحة المؤمن. قال: قلت أخبرني " وأما بنعمة ربك فحدث " قال: الرجل المؤمن يعمل عملاً صالحاً فيخبر به أهل بيته، قال: قلت أي الأجلين قضى موسى، الأول أو الآخر؟ قال: الآخر.

ولما رعى موسى عليه السلام على صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما قال له صاحبه: كل شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها. قال: فعمد فوضع حبالاً على الماء، فلما رأت الحبال فزعت فجالت جولة، فولدن كلهن برقاء إلا شاة واحدة، فذهب بأولادهن ذلك العام.

<<  <  ج: ص:  >  >>