للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عتبة قال: كنا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فقرأ سورة طسم، حتى إذا بلغ قصة موسى قال: إن موسى أجر نفسه ثمان سنين - أو قال عشر سنين - بعفة فرجه وطعام بطنه.

وعن عتبة بن الندر - وكان من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال من حدث: وإن نبي الله موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أراد فراق شعيب عليه السلام قال لامراته: سلي أباك من نتاج غنمه ما يعيشون به، فأعطاها - وفي رواية فأعطاه - ما وضعت غنمه من قالب لون ذلك العام، فوقف موسى بإزاء الحوض، فلما وردت الغدير لم تصدر شاة إلا طعن جنبها بعصاة فوضعت قوالب ألوان، فوضعت اثنتين وثلاثين ليس فيهن فشوش ولاضبوب، ولامشة تفوت الكف، ولا ثغول؛ فإن فتحتم الشام وجدتم بقايا منها وهي السامرية.

الثغول: الواسعة ثقب الضرع، فلا يستمسك فيه اللبن، فيقطر من غير حلب وتنفش.

والضبوب: من الضب، وهو الحلب بالإبهام؛ والضرع - وأحسب ذلك يفعل بالشاة إذا كانت ضيقة مخرج اللبن. الكمشة: القصيرة الضرع، التي يفوت ضرعها كف الحالب، فلا يتمكن من حلبها. والثغول: التي لها حلمة زائدة، يقال لها الثغل.

وفي حديث عن وهب، أن شعيباً زوجة ابنته الكبرى أسفورياً، وقيل صفورياً وهي التي كان أرسلها أبوها لتعو له موسى، فأقام موسى معه يكفيه رعاية غنمه وما يحتاج إليه منه، حتى توفي بشرطه، فلما قضي موسى الأجل قال لشعيب: أريد أن أنصرف بأهلي فانظر إلى أمي وأخي وأهل بيني. قال له شعيب: يا موسى؟؟! ضع يدك على ما شئت من مالي، فإنما هو من مال الله، ثم من بكرتك؛ قال: وذلك أن الله ثمر لشعيب ماله وكثره له، ورأى شعيب البركة في منزله بدخول موسى، فقال موسى:

<<  <  ج: ص:  >  >>