للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولا أنه استعان عليها بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أن يخلقه ولا ينبته.

قال يوسف: أعوذ بالله أن أقول ذلك، قد صدقت، وقلت بالنور والحكمة، كما قدر أن يخلق الزرع الأول وينبته من غير بذر يقدر على أن يجعل زرعاً من غير بذر.

قال لها يوسف: أخبريني فهل ينبت الشجر من ماء ولا مطر؟ قالت: ألم تعلم أن للبذر والزرع والماء والمطر والشجر خالقاً واحداً؟ فلعلك تقول: لولا الماء والمطر لم يقدر على أن ينبت الشجر! قال: أعوذ بالله أن أقول ذلك، قد صدقت وتكلمت بالنور والحكمة، فأخبريني هل يكون ولد أو حبل من غير ذكر؟ قالت: نعم. قال: وكيف ذلك؟ قالت: ألم تعلم أن الله خلق آدم وحواء امرأته من غير حبل ولا أنثى ولا ذكر؟ قال: بلى.

قال لها: فأخبريني خبرك، قالت: بشرني الله " بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم " إلى قوله: " ومن الصالحين ".

فعلم يوسف أن ذلك أمر من الله بسبب خير أراده بمريم، فسكت عنها، فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق، فنوديت: أن اخرجي من المحراب، فخرجت.

وعن أبي وائل قال: لقد علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت: " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ".

وقيل: إن مريم حملت بعيسى تسعة أشهر، وأن زكريا النجار هو القائل لها: أخبريني: هل يكون زرع من غير بذر. الحديث.

وقيل: لم يكن في حمل مريم إلا أن حملت ثم وضعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>