كان أساء فقد أحسن. فأطلقه جعفر بن سليمان، فجاء إلى جعفر، فسأله أن يكتب له بوصاة إلى معن بن زائدة، وهو إذ ذاك على اليمن، فكتب له بوصاة إليه، فلقي الرابحي، فقال: هل لك في الخروج معي إلى العمرة؟ قال: والله ما أخرجني من منزلي إلا طلب شيء لأهلي؛ ما تركت عندهم شيئاً، قال ابن أبي سبرة: تكفاهم. فأمر لأهله بما يصلحهم، وخرج به معه. فلما قضيا عمرتهما قال للرابحي: هل لك بنا في معن بن زائدة؟ قال: حال أهلي ما أخبرتك! فخرج معه، وأمر لأهله بما يصلحهم.
وقدم ابن أبي سبرة على معن والرابحي معاً، فدخل عليه ابن أبي سبرة، فدفع إليه كتاب جعفر بن سليمان، فقرأه بالوصاة به. ثم قال له معن: جعفر أقوى على صلتك مني، انصرف، فليس لك عندي شيء. فانصرف مغموماً، فلما انتصف النهار أرسل إليه، فجاءه، فقال له: يا بن أبي سبرة، ما حملك على أن قدمت علي وأمير المؤمنين عليك واجد؟ ثم سأله: كم دينه؟ فقال: أربعة آلاف دينار، فأعطاه إياها، وأعطاه ألفي دينار، فقال: أصلح بهما من أمرك. فانصرف، وأخبر الرابحي، فراح الرابحي إلى معن.
فأنشده الرابحي يقول في مدح لأبي الوليد أخي المهدي الغمر: من الكامل