للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتنهج ليلةٌ طالت علينا ... وأخلفنا المواعد والدّعاء

نناديهم ليقرونا فقالوا ... سنقريك إذا خرج العطاء

ذكر الجاحظ في كتاب البخلاء، وذكر البلاذري عن المدائني: كان أبو بكر بن يزيد ذا نيقة في الطعام، وكان صاحب تنعم، فمر بقرية لعباد بن زياد بن أبي سفيان، ومعه رجل من تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة، وكانت القرية تدعى تنهج، فلم يقروهم، فقال التيمي:

بتنهج ليلةٌ طالت علينا ... وأخلفنا المواعد والعشاء

نناديهم ليقرونا فقالوا ... سنقريكم إذا خرج العطاء

ودون عطائهم شهرا ربيع ... ونحن نسير إن متع الضّحاء

أنادي خالداً والباب دوني ... وكيف يجيبك الفدم العياء

ويقال: إن الأبيات لأبي بكر نحلها التيمي. فأجاب خالد بن عباد على الشعر، على أنه للتيمي فقال: من الوافر

وما علم الكرام بجوع كلبٍ ... عوى والكلب عادته العواء

وتيم اللات لا ترجى لخيرٍ ... وتيم اللات تفضلها النساء

قال الحافظ أبو القاسم: سألت بعض من يخبر الشام عن تنهج فقال: حصن من مشارف البلقاء مما يلي البرية، وذكر أنه خراب اليوم.

وقد ذكرت في ترجمة مروان بن محمد أن أبا بكر بن عبد الله كان حياً حين قدم مروان دمشق، وكان ذلك سنة سبع وعشرين ومائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>