مرحباً بالرقيب من غير وعدٍ ... جاء يجلو عليّ من أهواه
لا أحبّ الرّقيب إلاّ لأني ... لا أرى من أحبّ حتى أراه
فقال ابن داود: ما علمت أن لله فيها إشارة حتى نبهني الشبلي عليها.
وسئل الشبلي عن حقيقة التوكل، فقال: حفظ العبد حركات همته من الطلب بما ضمنه الباري عز وجل من رزقه.
وقال الشبلي: ذكر الله على الصفاء ينسي العبد مرارة البلاء.
وقال: ذكر الغفلة يكون جوابه اللعن. وأنشد: من البسيط
ما إن ذكرتك إلاّ همّ يلعنني ... ذكري وسري وفكري عند ذكراكا
حتى كأن رقيباً منك يهتف بي ... إياك ويحك والتذكار إياكا
وقال: ليس مع العالم إلا ذكر؛ قال الله تعالى: " إنْ هُوَ إلاّ ذِكْرٌ للعالَمِين ".
وسئل: من أقرب أصحابك إليك؟ قال: ألهجهم بذكر الله، وأقومهم بحق الله، وأسرعهم مبادرة في مرضاة الله.
قال أبو نصر محمد بن علي الطوسي: سمعت الشبلي يوماً في مجلسه، وقد غلبه حاله، جثا على ركبتيه وهو يقول: من الطويل
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا ... كفى لمطايانا بذكرك هاديا
وقطع المجلس.
وسمعته يوماً ينشد وهو في مثل هذه الحال: من الطويل
إذا أبصرتك العين من بعد غايةٍ ... وعارض فيك الشكّ أثبتك القلب
ولو أن ركباً أمّموك لقادهم ... نسيمك حتى يستدلّ بك الركب
فقطع المجلس أيضاً بمثل هذا.