قال الحسن: لما مات أبو طالب، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن إبراهيم ليستغفر لأبيه وهو مشرك، وأنا أستغفر لعمي حتى أبلغ، فأنزل الله عز وجل " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى " يعني به أبا طالب، فاشتد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال الله عز وجل لنبيه:" وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه " يعني حين قال " سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا "" فلما تبين له أنه عدو الله " يعني مات على الشرك " تبرأ منه "" إن إبراهيم لحليم أواه منيب " يعني بالحليم: السيد. والأواه: الدعاء إلى الله. والمنيب: المستغفر. ذهب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي بن أبي طالب إلى قبر أبي طالب ليستغفرا له، فأنزل الله عز وجل:" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى " فاشتد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موت أبي طالب على الكفر، فأنزل الله على نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إنك لا تهدي من أحببت " يعني به: أبا طالب " ولكن الله يهدي من يشاء " يعني به العباس بن عبد المطلب. وكان العباس أحب عمومة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أبي طالب إليه، لأنه كان يتيماً في حجره. ولما مات أبو طالب عرض لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفيه من سفهاء قريش، فألقى عليه تراباً، فرجع إلى بيته، فأتته امرأة من بناته، تمسح عن وجهه التراب وتبكي. قال: فجعل يقول: أي بنية، لا تبكين، فإن الله مانع أباك. ويقول ما بين ذلك: ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب.