إن الملك غض والخلافة لبنة ... وأنت خصيب والزمان طرير
وروضك مرتاض وبيعك بائع ... ودهر بني مروان فيك قصير
بمسلمة الميمون وهو الذي له ... تكاد قلوب المشركين تطير
بلى فسقيت الغيث صوباً مباكراً ... إليك به بعد الرواح بكور
تذكرت قومي فيكم فبكيتهم ... وإن سخياً بالبكا لجدير
فعزيت نفسي وهي نفس لها إذا ... جرى ذكر قومي أنة وزفير
رويدك إن اليوم معقبه غداً ... وأن صروف الدائرات تدور
لعل زماناً جار يوماً عليهم ... لهم بالذي تهوى النفوس يحور
فيفرح مرثاد ويأمن خائف ... ويطلق من كل الوثاق أسير
فلما قرأه المتوكل قال: ما كتب هذا إلا رجل من بني أمية، يريد أن ينغص علي ما أنا فيه، فمن أتاني به فله ديته، فأتي به، وإذا هو رجل من بني أمية من دمشق، يعرف بالفرخ، فأمر المتوكل بقتله، وقال: بما قدمت يداك، وما الله بظلام العبيد. وزاد في آخره: أن المتوكل بكى بكاءً شديداً لما قرأها، وأمر بهدم الموضع، فهدم الحائط.