شبام على فرسي هذا، وهو يعجبني، فسمعت بهذه الحلبة فأسرعت به. فقال له معاوية: فرسك مخبل وليس بمخبل، وهو بعد نضي وجي. فقال أنشدك الله يا بن الكرام. فأمر بفرسه فختم وأنفذ مع الخيل إلى المقوس وقعد معاوية يتشوف لها ثم أنشأ يقول: من الوافر
أخاف على البشير وأتقيه ... فما أدري إلى ماذا يحور
فقال الهمذاني: أتأذن لي في الجواب؟ قال: هات. فقال: من الوافر
يحور إلى التي أرجو سناها ... إذا ما قيل هذا المستطير
وكان معاوية جعل لمن سبق البشير أربعين أوقية من ذهب وفريضة في الشرف، وفرائض لعشرة رجال من قرابته أو عشيرته. فشاطر معاوية الهمذاني في فريضته ووفر عليه السبق، وفرائض عشرة من أهل بيته فقال الهمذاني: من الوافر
ألا ليت الرياح إذا استطرت ... تبشر أهلنا كنفي شبام
بأن المستطير أهل يهوي ... أمام الخيل في جمع السنام
ولم يسكن وجاه بعد شهر ... وعشر سنين محتفر الظلام
فأبت بسبقه وعلوت حداً ... على شرف الفرائض في الكرام
فبعث إليه معاوية، فاشترى منه المستطير بألف دينار، فسبق عليه العرب أيامه كلها.