أتنسى بلائي يوم صفين والقنا ... رواء وكانت قبل ذاك صواديا
أو الأشتر النخعي في مرجحنة ... يمانية يدعو ربيساً يمانيا
وطاعنت عنك الخيل حتى تبددت ... بداد بنات الماء أبصرن بازيا
تركنا علياً في صحاب محمد ... وكان إلى خير الطريقة داعيا
فلما استقام الأمر من بعده ميله ... وزحزح ما تخشى ونلت الأمانيا
دعوت الألى كانوا لملكك آفة ... وخلت مقامي حية وأفاعيا
فبعث إليه معاوية، وعنده وجوه قريش فقال: يا بن أخي، إني مثلت بين تركي إياك وبين معاتبتك، فوجدت معاتبتك أبقى لك، وأيم الله، ما أخاف عليك نفسي ولكني أخاف عليك من بعدي، فإني رأيتك رحب الذراعين بمساءة عمل شديد التقحم عليه، فلتضق به ذرعك، ولتقل علي تقحمك، فإنك لست كلما شئت تجد من يحمل سفهك. فخرج الفتى من عنده وقد استحيا وارتدع. وأنشأ معاوية يقول: من الطويل
أيا من عذيري من لؤي بن غالب ... فنخشى كلباً كاشر الناب عاويا
فما لي ذنب في لؤي بن غالب ... سوى أنني دافعت عنها الدواهيا
وأني لبست الجود والحلم فيهم ... وأن من رماهم بالأذى قد رمانيا
فأصبحت ما ينفك صاحب سوءة ... يقوم بها بين السماطين لاهيا
فإن أنا جازيت السفيه بذنبه ... فمنها يميني أفردت من شماليا
وإن أنا لم أجز السفيه بذنبه ... لوى رأسه وازداد غياً تماديا
فوليتهم أذني وكانت سجيتي ... ليالي لم أملك ولو كنت واليا
فكم قائل إما هلكت لقومه ... وقائلة لا تبعدن معاويا
وإني لكم عود ذلول موقر ... يقل الألى ينهاهم ما نها مانهانيا
ألم أعف عن أهل الذنوب وأعطهم ... عطية من لايحسب المال فانيا
ثم دعا بالفتى فعقد له على بعض كور الشام.