ربّنا عزّ وجلّ، ثكلت عبداً أمه أحبّ الدّنيا ونسي ما في خزائن مولاه.
قال أبو عتبة الخوّاص: سمعت إبراهيم بن أدهم قال لرجل: ما آن لك أن تتوب؟ قال: حتى يشاء الله عزّ وجلّ؛ فقال له إبراهيم: وأين حزن الممنوع؟.
قال محمد بن أبي الرّجاء القرشي: قال إبراهيم بن أدهم: إنك إذا أدمنت النّظر في مرآة التّوبة بان لك قبيح شين المعصية.
قال العبّاس بن الوليد: بلغني أن إبراهيم بن ادهم دخل على أبي جعفر، فقال: ما عملك؟ قال: من الطويل
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نزقّع
فقال: اخرج عني، فخرج وهو يقول: من مجزوء الخفيف
اتخذ الله صاحبا ... ودع النّاس جانبا
حدّث إبراهيم بن بشّار الخراسانيّ، قال: كثيراً ما كنت أسمع إبراهيم بن أدهم يقول: من الطويل
لما توعد الدّنيا به من شرورها ... يكون بكاء الطّفل ساعة يوضع
وإلاّ فما يبكيه منها وإنّها ... لأروع مما كان فيه وأوسع
إذا أبصر الدّنيا استهل كأنّما ... يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع
قال إبراهيم بن بشار: سئل إبراهيم بن أدهم: بم يتّم الورع؟ قال: بتسوية كلّ الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللّفظ الجميل، في قلب ذليل، لربّ جليل، فكن في ذنبك، وتب إلى ربّك، يثبت الورع في قلبك، واقطع الطمع.