ما غبّرت وجهه أمّ مهجّنة ... إذا القتام تغشّى أوجه الهجن
قال: وأم الحسن أو ولد.
قال بعض الأدباء: كان لإبراهيم بن هرمة كلاب، إذا أبصرت الأضياف بشّت بهم، ولم تنبح، وبصبصت بأذنابها بين أيديهم، فقال يمدحها: من الكامل
ويذل ضيفي في الظلام إذا سرى ... إيقاد ناري أو نباح كلابي
حتى إذا واجهنه وعرفنه ... فدّينه ببصابص الأذناب
وجعلن ممّا قد عرفن يقدنه ... ويكدن أن ينطقن بالتّرحاب
قال إبراهيم بن محمد: نزلت ببنات ابن هرمة بعد أن هلك، فرأيت حالتهنّ سيّئة، فقلت لبعض بناته: قد كان أبوك حسن الحال، فما ترك لكنّ؟ قالت: وكيف؟ وهو الذي يقول: من المنسرح
لا غنمي مدّ في البقاء لها ... إلاّ دراك القرى ولا إبلي
ذاك أفناها، ذاك أفناها!.
قال رجل من أهل الشام: قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة، فإذا بنيّة له صغيرة تلعب بالطّين، فقلت لها: ما فعل أبوك؟ قالت: وفد على بعض الملوك الأجواد، فما لنا به علم منذ مدة، فقلت: انحري لنا ناقة فإنّا أضيافك؛ قالت: والله ما عندنا، قلت: فشاةً، قالت: والله ما عندنا، قلت، فدجاجةً، قالت: والله ما عندنا، قلت: فأعطينا بيضة، قالت: واله ما عندنا.